———-
أولت إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أهمية خاصة لوقف الحرب في اليمن، ضمن ثنائية التضييق على المساعدات العسكرية للسعودية، ومواصلة الجهود لتحقيق تسوية سياسية تشرف عليها الأمم المتحدة، ويُعد وقف الحرب في اليمن جزءا من “أهدافها الاستراتيجية”.
وفي 4 فبراير/ شباط الماضي، أعلن بايدن وقف الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، مع التأكيد على وضع حد للحرب التي مضت عليها 7 سنوات، والعمل مع الرياض للدفاع عن أمنها وسيادتها.
مراكز الأبحاث والصحافة الإسرائيلية سلطت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، الضوء على النتائج الحتمية لسياسة الرئيس الأمريكي، “جو بايدن” في الملف اليمني، بالإضافة إلى دخول روسيا على خط الأزمة اليمنية.
وفي هذا السياق، نشر عوفيد لوبل تقريرًا في موقع مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية ذكر فيه أنَّ النتيجة الحتمية لسياسة إدارة “بايدن” بالملف اليمني مع هدفها الشامل المتمثل في إنهاء تدخل وحرب الرياض، هو تولي روسيا مرة أخرى دور الحَكَم الأعلى، كما لعبته في العديد من النزاعات والأزمات في المنطقة.
وقال التقرير، إن روسيا قادرة على حفاظ علاقات ودية مع كل طرف متورط في نزاع معين، مع بقائها ما بهالة من الحياد العملي والموثوقية، وذلك هو أحد مفاتيح نجاحها.
وأشار “لوبل” إلى أن الحوثيين بداية انقلابهم في خريف 2014 والتدخل العسكري في 2015 هو التواصل مع موسكو، كما دعوهم للتدخل في العام 2018، بصفتهم عنصرًا أساسيًا في محور طهران.
وعن علاقة موسكو بأبو ظبي قال إنها أسست شراكة استراتيجية مع الإمارات وهي خصم افتراضي لطهران، ودأبت كذلك في على تعميق علاقاتها مع الرياض أيضًا، كلا البلدين يرغبان في جر روسيا إلى اليمن شأنهم شأن طهران الخصم المفترض.
ومن 2016 بدأت موسكو فرض نفسها وسط رئيسي بين الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح والرياض وحكومة هادي، كما رسخت قدميها مع المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم اماراتياً.
وذكر “لوبل” أن أبو ظبي عمقت نوعيًا التدخل الروسي في اليمن على الرغم من انسحابها من البلاد من الناحية العملية، وتسهيلها الاجتماعات بين المجلس الانتقالي وميخائيل بوغدانوف مبعوث بوتين الخاص للشرق الأوسط وإفريقيا، وفي نفس اليوم، التقى الروس بالحوثيين وحتى نجل صالح، مع استمرار الاتصال بممثلي هادي.
في حين ذهب رجل الأعمال المقرب من الرئيس هادي أحمد العيسي وأقوى اللاعبين في اليمن إلى روسيا العام الماضي، لإجراء محادثات حول توسيع دعم موسكو لفصيله، التحالف الوطني الجنوبي نقيض المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات.
فيما قام وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” مؤخرًا جولة إقليمية شملت أبو ظبي وحليفتها الرياض والدوحة لتعزيز دور موسكو، باعتبارها مسؤولة عن الصراع في الشرق الأوسط.
وعن اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي قال انه في طريقه إلى الانهيار، وأن الأشهر القليلة المقبلة قد تشهد فيها بشدة اختفاء الرئيس هادي، وبالتالي السعودية باعتبارها قوة ذات صلة في اليمن، مما يجعل نهج واشنطن بأكمله في التعامل مع الصراع محل جدل وستُترك روسيا، بصفتها شريكًا وثيقًا لكل من أبو ظبي وطهرن ووكلائهما، في موقف أقوى بكثير للتوسط في تقسيم اليمن.
ومما يزيد من سهولة مهمة موسكو هو صلات طهران طويلة الأمد مع قادة المجلس الانتقالي السابقين، الحراك الجنوبي، بينهم علي سالم البيض، الذي يعيش في بيروت التي يسيطر عليها حزب الله، والذي اتهمه جيرالد فايرستاين سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن عام 2013 بأنه يتلقى دعم مالي من إيران. كما تحتفظ إيران بعلاقات مع نشطاء الحراك المقيمين في اليمن، واستضافت بعضهم في طهران.
ومن المحتمل أن يكون لإيران تأثير على علي ناصر محمد رئيس اليمن الجنوبي قبل الوحدة، الذي يقيم حاليًّا في دمشق المتحالفة مع إيران.
وبالعودة إلى النظر في تحالف موسكو الوثيق مع طهران، سيكون من المزعزع للاستقرار إلى حد كبير بالنسبة لها أن تضع نفسها عند نقطة الاختناق الاستراتيجية مثل مضيق باب المندب، الخطاب العدائي لأمريكا إزاء السعودية ورفضها الدعم العسكري للعمليات السعودية جردها من أي نفوذ قد يكون لديها في المفاوضات، وقد يُخرِج الحوثيون والمجلس الانتقالي الجنوبي السعودية من الصراع على أي حال.
من ناحية أخرى، فإن روسيا أقامت علاقات ودية بالتساوي مع جميع الأطراف ضمنهم السعودية مع عدم الضغط على أي منها لتحقيق نتيجة محددة، هي في وضع جيد للانقضاض على حلفاء واشنطن واحدًا تلو الآخر، واستمالة العملية الدبلوماسية بأكملها مرة أخرى.












