———-
أكدت منظمة أطباء بلاحدود أن الضرر الملموس في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) بات هائلًا من دون أي أملٍ بمستقبل أفضل، مشيرة إلى أن النزاع الذي طال أمده أدى إلى كارثة ألمت بالصحة النفسية للسكان بشكل عام.
وأشارت المنظمة في تقرير نشرته في موقعها على شبكة الانترنت بعنوان “التماس الرعاية الصحية في مدينة تعز التي يقسمها خط مواجهة” إلى أن مدينة تعز التي كانت تُعرف بالعاصمة الثقافية للبلاد، أمست اليوم ساحة قتال للحرب الأهلية التي تدور فيها. فقد شهدت شوارعها قتالًا مسلّحًا وتعرضت للقصف، ما خلّف وفيات وجروح حرب وصدمات نفسية وأدى إلى توقف تام للحياة الطبيعية.
وأضافت المنظمة: “باتت المدينة (تعز) مرتعًا للعنف بعد أسابيع قليلة من اندلاع النزاع في اليمن عام 2015. ومنذ ذلك الحين، يكاد لا يمر يوم إلا ويقضّ القصف والرصاص والهجمات الصاروخية والضربات الجوية مضاجع السكان في المدينة”.
وتابع المنظمة: “على غرار جميع المناطق في اليمن، أسفر النزاع في تعز عن تحديات اقتصادية أثقلت كاهل الشعب. فقد ارتفعت أسعار الطعام والاحتياجات الأساسية بشكل خيالي وتضاعف سعر بعضها حوالي 500 مرة منذ بداية النزاع، في حين انخفضت القدرة الشرائية للسكان. علاوة على ذلك، نادرًا ما يتلقى الموظفون الرسميون رواتبهم، لا سيما أولئك العاملين في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية، ما أدى إلى إقفال مرافق طبية عدّة”.
وقال منسق مشروع أطباء بلا حدود، إيميليو، “تشدد أطباء بلا حدود على التزامها بالاستجابة إلى احتياجات الرعاية الصحية للسكان في تعز. إننا نعمل على جانبي خط المواجهة ونلبي إحدى أهم الاحتياجات في المنطقة عبر توفير الرعاية عالية الجودة للأمهات والأطفال حديثي الولادة”.
وأضاف إيميليو: “إننا نستقبل مرضى من أماكن نائية وبعيدة، إذ تتحمل النساء مشقة رحلات تستغرق ساعات للوصول إلى مدية تعز والاستفادة من خدماتنا التي لا تتوفر في مواقع قريبة من منازلهم. ونظرًا للقيود المفروضة على السفر والطرقات الصعبة، لا يتمكن الكثيرون من الوصول إلى تعز أو إلى مناطق أخرى”.
وتابع إيميليو: “إن تقوية نظام الرعاية الصحية في محافظة تعز المكتظة بالسكان تشكّل حاجةً ملحة. في هذا الصدد، ندعو المنظمات الإنسانية إلى دعم مرافق الرعاية الصحية الأساسية لضمان حصول النساء على الرعاية الأساسية في مواقع قريبةٍ من منازلهن”.
وبحسب المنظمة فإنه “ونظرًا لاكتظاظ مدينة تعز بالسكان، أفضى النزاع إلى أضرار كارثية على المدينة وبما أن تعز مدينة كبيرة، شكلت مركزًا اقتصاديا في المنطقة يضم المرافق التعليمية والصحية، لم يكن لموقعها أثر سلبي على المدينة والمحافظة فحسب، بل على جميع المناطق المجاورة أيضًا”.












