حوارات

مدرب الحراس الكرواتي إيجور باناديتش في حوار خاص لـ «كورة ناو»: حراس أوروبا يتدربون منذ الصغر… والعرب بحاجة لمنظومة تطوير مبكرة

مدرب الحراس الكرواتي إيجور باناديتش في حوار خاص لـ «كورة ناو»: حراس أوروبا يتدربون منذ الصغر… والعرب بحاجة لمنظومة تطوير مبكرة

في عالم كرة القدم الحديثة، يحتل مركز حراسة المرمى مكانة بالغة الأهمية، إذ لا يقتصر دوره على التصدي للكرات وحماية الشباك، بل يُعدّ أساسًا لا غنى عنه في بناء الفريق وتحقيق الانتصارات.

وراء كل حارس مرمى متألق، هناك مدرب حراس بارع يعمل بصمت، يطور المهارات ويصقل المواهب ليصل الحراس إلى أعلى مستويات الأداء.

ومن بين هؤلاء المدربين المميزين يبرز الكرواتي إيجور باناديتش، الذي صنع لنفسه اسمًا لامعًا بفضل خبرته الواسعة، سواء في بلاده أو في المنطقة العربية، حيث عمل مع الأندية والمنتخبات وأسهم في تطوير العديد من حراس المرمى.

وفي إطار اهتمامنا في موقع “كورة ناو” كان لنا حديث خاص مع الكرواتي باناديتش للوقوف على تجربته ورؤيته في عالم تدريب حراس المرمى.

حوار وترجمة — طارق الأسلمي

بدايةً، نرحب بك… هل يمكنك أن تحدثنا بإيجاز عن محطاتك التدريبية؟

مرحباً بكم، وشكراً جزيلاً على هذه الاستضافة في موقعكم الرياضي المميز. مسيرتي التدريبية كمدرب حراس مرمى تضمنت العمل مع العديد من الأندية والمنتخبات، ومن أبرزها المنتخب العُماني، وحالياً المنتخب الصيني، بالإضافة إلى تجارب مع بيرسبوليس الإيراني والأهلي السعودي.

ما الذي جعلك تختار مهنة تدريب حراس المرمى؟

كوني كنت حارس مرمى، شعرت أن من واجبي نقل خبرتي ومعرفتي للأجيال القادمة، فكان التدريب امتدادًا طبيعيًا لشغفي.

ماهي أبرز التحديات واجهتك أثناء تدريب الحراس في الفرق العربية؟

أبرز التحديات كان غياب الحارس القائد بين الحراس الشباب. في عُمان واجهت هذا الواقع، لكنني وجدت في ابراهيم المخيني موهبة واعدة، وقد أثبت جدارته سريعًا.

ما الفرق بين الحارس العربي والأوروبي، وهل ترى أن هناك اختلافات كبيرة في أساليب التدريب؟

يلعب حراس المرمى الأوروبيون في دوريات قوية، حيث يواجهون مهاجمين من الطراز الرفيع وإيقاع لعب سريع. هذا يمنحهم خبرة كبيرة تحت الضغط، ويطور مهاراتهم الفنية والذهنية، بينما يلعب حراس المرمى العرب في دوريات أضعف من حيث الجودة والشدة، على الرغم من أن هذا يتقدم مع وصول اللاعبين الأجانب. في أوروبا، يبدأ تطوير حراس المرمى الشباب مبكرًا جدًا مع مدربين وبرامج متخصصة، بينما لم تُطوّر مثل هذه الأنظمة في العالم العربي بعد، ولكن هذا التوجه واضح، خاصة في بعض دول المنطقة.

ماهي الفلسفة التدريبية التي تتبعها في تدريب حراس المرمى؟

من المهم ألا تُجري تدريبًا بدون هدف، وأن تعرف الغرض من كل تمرين.  تصحيح الأخطاء أمرٌ بالغ الأهمية. تحديد حارس مرمى قادر على التطور، ثم تطوير قدراته. جهّزه ذهنيًا وبدنيًا وفنيًا وتكتيكيًا.

هل لديك آراء معينة حول أفضل الحراس العرب… ومن تراه الأفضل؟

هناك العديد من الحراس المميزين في الفرق العربية، أعتقد أن حارس مرمى عُمان، إبراهيم المخيني، من أفضل حراس المرمى في المنطقة.

ما الذي يحتاجه حراس المرمى العرب لتحسين مستواهم والظهور بشكل أفضل؟

يحتاج حراس المرمى العرب إلى مزيد من العمل على الجوانب الذهنية والبدنية، مع التركيز على الاحتكاك القوي والمستمر بمستويات عالية لصقل مهاراتهم وتطوير شخصيتهم داخل الملعب.

ماهي المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها حارس المرمى الناجح في كرة القدم الحديثة؟

حارس المرمى المتميز اليوم ليس مجرد حارس مرمى، بل هو أحد اللاعبين الأساسيين في بناء اللعبة. إليكم أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها حارس المرمى في كرة القدم الحديثة:

1- يجب أن يتمتع حارس المرمى بردود فعل سريعة للغاية ليتمكن من التعامل مع التسديدات القريبة أو تغيرات اتجاه الكرة.

2- التمركز الصحيح بين الكرة والخصم يقلل من حاجة حارس المرمى إلى تصديات “معجزة” حارس المرمى الجيد يقرأ المباراة ويتخذ أفضل موقع مُسبقًا.

3- تتطلب كرة القدم الحديثة من حارس المرمى أن يكون بارعًا في التعامل مع الكرة بقدميه – التمرير، وحمل الكرة، والتمريرات الطويلة. أصبح أسلوب “حارس المرمى الكاسح”، مثل مانويل نوير أو إيدرسون، هو المعيار.

4- يتطلب تمرير الكرة العرضية، ودخول المواجهات الثنائية، وصد التسديدات شجاعة كبيرة. يجب أن يكون حارس المرمى حاسمًا، فأي تردد قد يؤدي إلى هدف.

5- يستطيع حارس المرمى رؤية الملعب بأكمله، ويجب عليه التواصل باستمرار مع الدفاع، غالبًا ما يكون قائد الدفاع، ويُحدد أسلوبه.

6- يجب أن يعرف كيفية الحصول على الكرة العالية، وتقييم مسارها، و”تنظيف” منطقة الجزاء.

7- يمكن أن يُحفز التعامل السريع والدقيق مع الكرة الهجمات المرتدة. يجب أن تكون اليدين والقدمين متساويتين في الاعتماد عليهما في التمرير.

8- يجب على حارس المرمى الحفاظ على تركيزه طوال المباراة، حتى لو غاب عن الملاعب لفترة طويلة. نسيان الأخطاء بسرعة والحفاظ على هدوئه تحت الضغط.

9- الانفجارية، وخفة الحركة، والمرونة، والقدرة على التحمل عناصر أساسية.

كيف يمكن لحراس المرمى تحسين مهاراتهم في التعامل مع الكرات العالية والعكسية؟

إتقان إطلاق الكرات العالية يتطلب عوامل دقيقة مثل التقاط الكرة بشكل مثالي، اتخاذ الخطوة الصحيحة، تقدير ارتفاع الكرة، وقوة الإطلاق. يمكن تحسين هذه المهارات من خلال تدريبات موجهة ومنهجية.

كيف ترى دور التكنولوجيا في تدريب حراس المرمى. وهل تعتقد أنها تؤثر بشكل إيجابي؟

التكنولوجيا اليوم تلعب دورًا كبيرًا في تحسين أداء الحراس، سواء من خلال التحليل الفني، أو تحسين الجوانب البدنية والذهنية، أو تطوير التقنية.

هل لديك أي نصائح خاصة للمدربين حول كيفية تحسين مستوى حراسة المرمى في فرقهم؟

فقط اعمل بجد وسترى النتائج. الاجتهاد هو المفتاح لتحقيق أي إنجاز.

من هم أفضل حراس المرمى في العالم حاليًا؟

برأيي، البرازيلي أليسون بيكر و البلجيكي تيبو كورتوا من أبرز حراس المرمى في العالم حاليًا، لما يقدمانه من أداء ثابت ومؤثر  مع فرقهم.

كيف تقيم مستوى الكرة العربية بشكل عام من حيث التنظيم، المواهب، والبنية التحتية؟

أثبتت كرة القدم العربية قدرتها على تحقيق نتائج مشرفة، خاصة في التنظيم وتوفير الظروف المناسبة لتطوير اللاعبين.

هل تعتقد أن كرة القدم العربية عمومًا تخطو خطوات جادة نحو المنافسة العالمية؟

بالتأكيد، هناك دول عربية مثل قطر، السعودية، الإمارات، العراق، عُمان، والأردن، تتخذ خطوات كبيرة لتطوير كرة القدم لديها، وهذا ينعكس على نتائجها الإيجابية.

ما أفضل تجربة في مسيرتك حتى الان؟

أفضل تجربة مهنية لي كانت عندما حققت الفوز بثلاث بطولات، وكأس محلي، وكأس السوبر في إيران. كما أن حارس المرمى علي رضا الذي دربته أصبح الأفضل في آسيا وكان ممثلاً لمنتخب بلاده.

كيف ترى حضور المدرسة الكرواتية في المنطقة؟

من خلال تجربتي، أثبت المدربون الكرواتيون قدرتهم على تحقيق نتائج رائعة في المنطقة العربية وآسيا، بفضل خبراتهم وطرقهم المميزة في التدريب.

عندما عملت في المنطقة، لا شك أنك سبق أن شاهدت  المنتخب اليمني، ما انطباعك عنه كمستوى فني؟

هذا فريق يلعب بحماس، وغالبًا ما يتجاوز التوقعات رغم الظروف الصعبة. لكنه يحتاج إلى مزيد من الدعم والاستقرار والتطوير المنهجي ليتمكن من المنافسة الجدية على المستوى الآسيوي.

هل لديك طموح للعودة مجددا لتدريب فريق أو منتخب عربي؟

كمدرب، لا أحد يمكنه التنبؤ بما سيحدث في المستقبل. لديّ طموحات كبيرة، لكن تركيزي الآن منصب بالكامل على عملي مع المنتخب الصيني.