حوارات

المحلل الرياضي فكري الجفري في حوار لـ «كورة ناو»: ـ عادل عباس موهبة واعدة… لكن طريقه ليس مفروشًا بالورود

 ـ توقف النشاط المحلي أربك اختيارات ولد علي… والاعتماد على المحترفين بات حتميًا.

 ـ عادل عباس موهبة واعدة… لكن طريقه ليس مفروشًا بالورود.

 ـ لبنان يتفوق بدنيًا… لكن بالتنظيم والانضباط نستطيع إيقاف خطورته.

 يواصل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، بقيادة المدرب الجزائري نور الدين ولد علي، تدريباته المكثفة في معسكره الإعدادي بمدينة المكلا، استعدادًا لمواجهة نظيره اللبناني ضمن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2027، المقرر إقامتها في المملكة العربية السعودية.

 ومن المنتظر أن يخوض المنتخب اللقاء المهم يوم العاشر من يونيو، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية، في إطار سعيه لتعزيز فرصه في التأهل إلى البطولة القارية.

 وفي هذا السياق، أجرى موقع “كورو ناو” حوارًا خاصًا مع المحلل الرياضي فكري الجفري، الذي قدّم قراءة فنية حول استعدادات المنتخب الوطني وتحليلًا معمقًا لمواجهة لبنان المرتقبة.

  حوار : طارق الأسلمي

 في البداية، نود معرفة رأيك حول القائمة التي أعدها الجهاز الفني للمنتخب الوطني والتي حاليا تخوض معسكرا داخليا في المكلا استعدادا لمواجهة لبنان؟

 القائمة جيدة وربما هم الأفضل حاليا خاصة مع تدعيم المعسكر بالمحترف في امريكا مراد الحيافي ولاعب التضامن الاماراتي عبدالرحمن نويد إلى جانب اللاعبان عبدالله الدقين وعادل عباس. لكن في ظل توقف النشاط الكروي لأغلب الأندية أصبح الاختيار صعب وفي نهاية المطاف سيعتمد المدرب بشكل أساسي على المحترفين.

 هل ترى أن قائمة المنتخب الحالية تعكس فعلا أفضل مافي الكرة اليمنية من مواهب؟

 لا تعكس بشكل كلي، بالتأكيد هناك لاعبين مميزين ويستحقون تمثيل المنتخب، لكن مثلما قلت توقف نشاط بعض الأندية والدوري اليمني الموحد حرم لاعبين كثر من التواجد مع المنتخب.

 هل يمكن القول أنه لم يتم ظلم اسماء اخرى من قبل الجزائري ولد علي؟

 لا يمكن أن تقول هناك ظلم بقرار من المدرب، ولكن قد يكون حرمان غير مباشر وغير متعمد.

 ما رأيك في انظمام الموهبة عادل عباس للمنتخب؟ والى أي مدى تقيم هذا الاتحاه؟

 انضمام موهبة واعدة مثل عادل عباس إلى صفوف المنتخب يُعد خطوة طبيعية ومهمة في هذه المرحلة، بل ويمثل إضافة فنية واعدة للمجموعة. ومع ذلك، يبقى التحدي الحقيقي في مدى توفر البيئة المناسبة التي تتيح له التأقلم والظهور بأفضل صورة ممكنة مع المنتخب الأول. المنافسة في الفريق الأول أكثر شراسة، ما يعني أن اللاعب قد يواجه صعوبات تتعلق بالبنية الجسمانية والحضور البدني، وهي عوامل قد تشكل عائقاً أمام بروز إمكانياته الحقيقية بالشكل المطلوب.

 ماهي قرائتكم الفنية ما قبل التحدي القادم للمنتخب حين يواجه لبنان في تصفيات كأس آسيا؟

 فنيًا منتخب لبنان أفضل منا ولديه ميزة التفوق البدني وطول القامة ما قد يستغله في الكرات العرضية والثابتة واللعب في ظهر المدافعين، لكن الفارق ليس كبير وبالالتزام والانضباط التكتيكي والسرعة في اللعب وتضييق المساحات والتمركز الصحيح نستطيع قلب الطاولة.

 ماهو الفكر المناسب لخوض اللقاء لا سيما أن هذه المباراة ستحدد بشكل كبير مصير المنتخب في التصفيات؟

 من وجهة نظري الفنية، عدم اللعب بدفاع الكتلة (لو بلوك) واللعب بدفاع متوسط (ميديم بلوك) وإجبار الخصم على اللعب في مناطق متأخرة عن الثلث الأول لمنتخبنا وحرمانهم الاستفادة من الكرات العرضية ولعب الكرة على الأرض أكثر والسرعة في نقلها لمناطقهم واستخدام أسلوب الضغط المتوسط لتعطيل مرحلة تطوير اللعب لديهم.

 برأيك، من هو اللاعب الأكثر تأثيراً في كل منتخب يمكن أن يغير نتيجة المباراة؟

 بالنسبة للمنتخب اللبناني لديه لاعبين مميزين ومن أبرزهم، عمر بوقيل المحترف في ويمبلدون وباسم جرادي المحترف في نادي بانكوك يونايتد.

 المنتخب الوطني حقيقة لا يوجد لديه لاعب مؤثر بشكل واضح، المستويات متقاربة والمنتخب لا يمتلك ذلك اللاعب صاحب الموهبة الكبيرة الذي من الممكن أن يعمل اختراق أو حلول فردية في الأمام، لكن سأختار أهمية تواجد الحارس محمد أمان والمدافع هارون الزبيدي لأنهم يتمتعون بمستويات عالية وأطوال ستساعد منتخبنا على مواجهة الكرات العرضية التي تشكل نقطة ضعف كبيرة لمنتخبنا.

 هل تعتقد أن نتيجة المباراة قد تُحدد مصير التأهل لأي من المنتخبين؟

 لا أعتقد أنها ستحدد مصير التأهل ولكن ستكون محفزة بشكل كبير كون الخصوم في المجموعة أقل مستوى منهما وبفارق كبير.

 في سياق متصل، المنتخب الوطني سيواجه جزر القمر في ملحق كأس العرب… ما قراءتك لهذه المواجهة؟

 يثبت التأريخ الكروي اليمني أن منتخباتنا لا تستطيع اللعب تحت الضغوط المباشرة والمباريات المفصلية لسوء التحضير النفسي والشرود الذهني في فترات مهمة من المباراة، وقد غادرنا الملحق السابق أمام منتخب موريتانيا. منتخب جزر القمر أفضل منا على كافة المستويات وفرصته أكبر بلا شك  ولديه لاعبين محترفين في أوروبا ومتطور كثيرًا وأي ظهور سيء لمنتخبنا ربما يتجاوزنا بنتيجة ثقيلة. لكن رغم ذلك يستطيع منتخبنا مجاراة جزر القمر شريطة تقديم مباراة جيدة على المستوى الانضباطي وتجنب الأخطاء المحتملة.

 أخيرًا، ما المطلوب من الاتحاد اليمني لدفع اللعبة إلى مستوى أعلى؟

 المطلوب من الاتحاد اليمني بذل مزيد من الجهد والعمل المشترك لإحداث نقلة نوعية في واقع كرة القدم، لكن ذلك لن يتحقق دون استقرار البلد أولاً، فنجاح أي عمل يتطلب بيئة مناسبة. ويأتي في مقدمة الأولويات تحسين الوضع المالي، إذ أصبحت كرة القدم اليوم تعتمد بشكل كبير على التمويل لتحقيق الأهداف المرسومة.