———-
في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع اليمني انفراجاً للأزمة، تزامناً مع تحركات دولية لإنهاء الحرب، التي دخلت سنتها السابعة، إلا أن التصعيد العسكري الحوثي، على مأرب مستمر، كما يقابله تصعيد آخر جنوباً حيث المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
تحركات مختلفة، منها عسكرية وأخرى سياسية، ظهرت إلى السطح خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها عسكرياً ميدانياً في محافظة شبوة، القريبة من “مأرب” حيث يخوض الجيش الوطني والمقاومة أشرس المعارك، ضد مليشيا الحوثي، والتي لم تشهدها جبهات القتال من قبل كما يرى متابعون للحرب اليمنية.
ويرون أن مليشيا “الحوثي” استفادت من عوامل عدة، جراء استمرار تصعيدهم، منها توافق تصعيدها مع أدوات الإمارات التي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن، وغيرها من المحافظات والمناطق الخاضعة للمليشيات التي أنشأتها وأشرفت على تدريبها أبو ظبي.
رافق ذلك اجتماعات متواصلة تعقدها قيادات الانتقالي، في إشارة منها إلى أنها لا تريد التصعيد العسكري في عدن، بعد أن فشلت في حلحلة الملفات الخدمية فيها، لذا أرادت التوسع ونقل المعركة إلى الأطراف، خصوصاً، محافظتي المهرة وشبوة، ومناطق الصبيحة في محافظة لحج.
اليوم السبت ظهر الموقف العسكري، بأنه الخيار الأول للانتقالي، حيث عقد الاجتماع الدوري للقادة العسكريين والأمنيين، برئاسة عيدروس الزبيدي نفسه، الذي عاد قبل شهر، حاملاً العنف مجدداً وبشيك مفتوح من الإمارات، من خلال توزيع الأموال على أتباعه وأنصاره.
ويفسر بيان الاجتماع الذي نشرته وسائل إعلام تابعة للانتقالي أنه ماض في تعنته ورفضه لتنفيذ الشق العسكري والأمني لاتفاق الرياض، الذي ترعاه السعودية، ولم تحدث أي تقدم منذ مغادرة الحكومة عدن قبل أشهر.
اجتماع قيادات الانتقالي العسكرية اليوم، يعد إعلاناً لبدء المواجهات ضد القوات الحكومية، كما أنه يشير إلى أن المواجهة هذه المرة ستكون شاملة، ليس في جبهة شقرة، بمحافظة أبين حيث ترابط القوات الشرعية، بل وفي أماكن أخرى منها الصبيحة، ومديريات محافظة شبوة.
واللافت في الأمر أن الاجتماع أتى عقب توترات ومواجهات بينية في مديرية الشيخ عثمان بعد، ومع قبائل الصبيحة، كبرى قبائل محافظة لحج، والتي كانت خلفية انتهاكات واعتقالات تعسفية، دفعت الانتقالي إلى نقل المدعو “صالح السيد” إلى منصب آخر، يحمل التصادم، والاستعداء للصبيحة، التي كانت تطالب الإنصاف منه كونه من اعتدى على منزل أحد أبنائها، إلا أنه يكافأ ليقود ألوية الدعم والإسناد، مع إخراجها خارج عدن، مع عدم تحديد المكان، وهو ما يرجح بأن تكون في مديريات الصبيحة، للسيطرة عليها عسكرياً بعد أن عجز من التمكن منها سياسياً ومن خلال حزامه الأمني.
كل ذلك يعقد من الأزمة ويطيل من فترة اغتراب الحكومة، المطالبة بحلحلة الأزمات الاقتصادية، وترتيب الأوضاع بما يتيح دعم الجبهات القتالية ضد مليشيا الحوثي، التي يظهر أنها المستفيد الوحيد حتى اللحظة من مثل هذه التحركات، بدءاً من أنها على الأقل تواجه جيشاً، حكومته ما زالت عاجزة عن تسليم رواتبه المنقطعة منذ أشهر، وهو ما يضع الانتقالي في خانة الداعم الرئيس للحوثي في تصعيده الأخير، وأن كل منهما يخدم الآخر.
أحمد عائض، مالك موقع “مأرب برس” غرّد في حسابه على تطبيق التواصل الاجتماعي، “تويتر” ما يشبه هذا الرأي، مطالباً متابعيه التأمل جيداً في تحركات الانتقالي الأخيرة، “تأملوا جيدا كلما نام الحوثي وكسر ظهره في جبهات مأرب ينام بجواره المجلس الانتقالي”.
ويتابع عائض “وكلما حرك الحوثيون جبهات الحرب باتجاه الشرعية حرك المجلس الانتقالي صعاليكه في الجنوب لإثارة الفوضى وإشعال التوترات، ذرية بعضها من بعض”.
من جهته الصحفي عامر الدميني، اكتفى في تعليق له على جزئية التعيينات الأخيرة لعيدروس الزبيدي بقوله “في ناس تعتقد أن قرارات عيدروس أمس إيجابية، وأنها تأتي ضمن اتفاق الرياض”.
وأضاف في منشور له على صفحته في “فيسبوك” “عيدروس ومن خلفه ممولوه يرون النموذج الحوثي ويسلكون ذات الطريق والنهج، وهناك عدة مظاهر للتصعيد بالنسبة للانتقالي، وإسقاط اتفاق الرياض من قبل الانتقالي، وهو ذاته الاتفاق الذي خدر الشرعية وجعلها كسيحة، مضيفا قيودا إلى قيودها وعجزها”.












