———-
عاد رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معين عبدالملك، إلى مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض بعد زيارة استغرقت عدة ساعات لمدينة عتق مركز محافظة شبوة النفطية (شرق اليمن).
والتقى عبدالملك خلال الزيارة محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، وترأس إجتماعاً للسلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية في محافظة شبوة، لمناقشة الأوضاع العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، واحتياجات الانتصار في المعركة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية حتى استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
وجاءت الزيارة التي وصفها مراقبون بـ”الخاطفة والمفاجئة” بعد أيام من سيطرة ميليشيا الحوثي على مديريات؛ بيحان،
العين وأجزاء من عسيلان شمال غرب محافظة شبوة، واحتجاجات شعبية غاضبة في عدد من المحافظات اليمنية تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة الوطنية.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن الاجتماع الذي رأسه معين عبدالملك ناقش أولويات الدعم والاسناد الحكومي للمعركة في اطراف شبوة، بناء على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال عبدالملك، إنه حرص من خلال هذه الزيارة على الاطلاع عن كثب على احتياجات المحافظة وأوضاع المقاتلين في الجبهات، والاستجابة لها كأولوية قصوى أمام الحكومة، مؤكدا: “هذه المعركة ليست معركة شبوة ومأرب فقط بل هي معركة كل اليمنيين للحفاظ على كرامتهم وعلى الجمهورية وعلى الدولة”.
وخاطب عبدالملك التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن قائلا: “أقول لإخوتنا في قيادة تحالف دعم الشرعية نعرف عظمة التضحيات التي قدمتموها ونقدر وفاءكم وصبركم وكرمكم، ونقول لكم نحن اخوتكم اليمنيين بأمس الحاجة للمزيد من دعمكم وإسنادكم في الجانب العسكري والاقتصادي، فانتم كنتم وستظلون السند الأصيل للشعب اليمني وتعيدون للناس الامل كما حدث عقب انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015”.
وشدد عبدالملك على أهمية توحيد الصفوف لان مصير هذه المعركة سيحدد مستقبل اليمن لعشرات السنين، فإما حرية ومساواة، أو نظام عبودية وهو ما لن يقبل به اليمنيين.. لافتاً الى أن الغاية هي استعادة صنعاء وكل شبر في أرض الوطن لا يزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ولا مجال أمامنا إلا الإنتصار فقط في هذه المعركة المصيرية.. منوهاً بدور القبائل والمقاومة الشعبية والشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي العنصري والدموي.
وأضاف عبدالملك: “يتمدد الحوثي في مساحة الشقاق داخل القوى المقاومة لهم، قوى الشرعية، وينتشر داخل مساحات الأوهام التي تغري البعض بخوض معارك صغيرة وجانبية، ويجب ان يعي الجميع ان هناك قضايا لا يجوز ان تكون مساحة للابتزاز او المماحكات السياسية، فالمليشيا العنصرية والمشروع الإيراني هي العدو ولا خيار أمامنا إلا النصر، وأي امتداد لهذا المشروع ستكون كارثة للأجيال القادمة، وسنقاتل للحفاظ على هوية وعروبة بلادنا ولن نستسلم مهما كانت التضحيات”.
وشدد الدكتور معين عبدالملك، على أهمية المكاشفة والمصارحة في هذه المرحلة لتجاوز أي انتكاسات وعدم تكرارها، وقال “حرصنا على ان نكون بينكم اليوم تاكيدا على اننا لن نتخلى عن واجب ولن نتهرب من مسؤولية رغم المعوقات والعوائق والظروف الصعبة التي ليست خافية على الجميع، وعلينا مسؤوليات عديدة ومهام متعددة ونحن في الحكومة لن نتردد في بذل أقصى الجهد في سبيل شعبنا وحريته وتحرره وعزته ومعيشته، وندعو كل صاحب مسؤولية أن يقوم بمسؤوليته فالمسؤولية تضامنية وتكاملية ولا نجاح إذا تقاعس البعض او عطل او عرقل من يعمل أو يريد أن يعمل”.
وتطرق رئيس الوزراء الى الأوضاع الاقتصادية وما شهدته أسعار صرف العملة الوطنية من تراجع، والحلول والإجراءات الجاري العمل عليها لوضع حد لذلك، وتخفيف الأعباء التي فرضتها هذه التحديات على معيشة وحياة المواطنين.. مشيرا الى الدور المعول على شركاء اليمن وخاصة في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم هذه الحلول والإجراءات بشكل عاجل ووفق مسار سريع.
ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.
وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.
وأدى الصراع في اليمن إلى مقتل 233 ألف مدني وتشريد 3.6 مليون من منازلهم والتسبب في “أسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم”.