حوارات

الكويتي عبدالله المطيري المدير الفني للمنتخب السريلانكي :منتخبات جنوب آسيا قادمة بقوة للسيطرة على القارة الصفراء

حاوره: طارق الأسلمي 
من الكويت غرباً إلى جنوب آسيا برز اسم المدرب عبدالله المطيري كأحد الأسماء التي استطاعت أن تضع بصمة واضحة على المستوى الآسيوي من خلال مسيرة تدريبية حافلة قاد خلالها منتخبات في جنوب ووسط آسيا وصولاً إلى مهمته الحالية كمدير فني للمنتخب السريلانكي، في بيئة كروية مختلفة تماماً عن بيئته الأصلية.
في هذا الحوار الحصري لصحيفة “لا” نستعرض مع المطيري تجربته الفريدة في تدريب منتخبات جنوب آسيا والتحديات التي واجهها، كما نتطرق إلى رأيه في تطور الكرة الآسيوية، بالإضافة إلى رأيه في مستوى منتخب اليمن وحظوظه في بطولة خليجي 26.
 كيف كانت البداية في تدريب منتخبات جنوب ووسط آسيا؟ وما الذي دفعك لقبول تحدي التدريب في هذه المناطق؟
– البداية كانت مع ناشئي منتخب قرغيزستان في 2017 وشاركنا في تصفيات كأس آسيا للناشئين 2018، بعد ذلك عدت إلى دوري قطر “غاز ليغ”، ثم تبعتها التجربة الأولى مع منتخبات الكبار، وكانت مع منتخب النيبال، وحققنا أفضل إنجاز في بطولة جنوب آسيا، وهي بطولة إقليمية تشابه بطولتي غرب آسيا وكأس الخليج. ثم خضت تجربة أخرى مع أفغانستان وحالياً سريلانكا. أما عن أسباب قبول التحـــــدي فتتلخص في إثبــــات أن الـمدرب الخليجي يستطيع النجـــــاح في أصعب الظروف، ولإزالة الصورة النمطية أن المدرب الخليجي لا يستطيع الخروج من المنطقة العربية.
 ما التحدي الأكبر الذي واجهته في تلك البلدان؟
– اختلاف الثقافة والعادات والتقاليد والأديان واللغة، وعدم وجود دعم حقيقي للمدرب الخليجي، وبأبسط الأوجه الدعم الإعلامي.
 كيف يتم التعامل معك كمدرب عربي؟
– تعامل جيد ويتوفر من خلاله البيئة التي تمكنني من العمل والإبداع. ومن الطبيعي أن يختلف الجو المحيط بي عن الأجواء المحيطة بأي مدرب يعمل في الخليج؛ لكن هذا الاختلاف هو أفضل داعم رغم سلبيته.
 كيف ترى تطور المنتخبات الآسيوية مقارنة بالماضي؟ وما أبرز العوامل التي ساعدت في ذلك؟
– المنتخبات الآسيوية قادمة بقوة للسيطرة على القارة الصفراء، خاصة في ظل التوتر السياسي في الشرق الأوسط، لاسيما أن المنتخبات الآسيوية بدأت تستفيد بشكل واضح من أبناء المهجر وتسعى في تطوير منتخباتها المختلفة من خلال منح الفرصة لهم بتمثيل منتخباتهم الوطنية.
 بناءً على خبرتك، هل تعتقد أن منتخبات جنوب آسيا قادرة على المنافسة قارياً؟
– منتخبات جنوب آسيا بعيدة إلى حد ما عن المنافسة قارياً وعالمياً؛ لكن قد تستطيع المنافسة في حال توفر العناصر التي تحتاجها كرة القدم للتطور، وأبرزها منافسات مستمرة بالمراحل السنية للأندية، ورفع الخبرة الدولية من خلال المباريات الودية المستمرة طوال العام، خاصة لمنتخبات الفئات العمرية.
 تتولى حالياً تدريب المنتخب السريلانكي، برأيك إلى أي مدى يستطيع هذا المنتخب التقدم في المنافسات الآسيوية؟
– يستطيع منتخب سريلانكا التطور في السنوات القادمة؛ لكن للأسف دائماً الجماهير تربط التطور فقط بالنتائج، في حين تتناسى أن فلسفة كرة القدم تتغير بالمنتخب، مثلاً يستطيع الفريق الآن البناء من الخلف والخروج من المناطق الدفاعية في حال الضغط العالي عليه في منطقته الدفاعية، لذا التطور موجود وملموس؛ لكن الربط بالنتائج قد يسبب ردة فعل سلبية لدى اللاعبين. لكن هذا لا نعاني منه في منتخب سريلانكا حاليا. وبحسب نتائج التصفيــات الآسيويـــــة القادمـــــة سيتحـــدد مسارنــــا المستقبلي، خاصـــة أن الخطة وُضعت لسنوات قادمــــة بعيداً عن شخصي أو شخص رئيس الاتحـــــــــاد، فالاستراتيجية لا ترتبط بأشخاص بل ترتبط بمنظومة عمل.
 كيف تقيم أداء فريقك في المباراتين الوديتين ضد اليمن؟
– راضٍ رضا تام عن الفريق، رغم الغيابات والإرهاق والتوتر حول إمكانية إقامة المباراة من عدمها بسبب ضيق الوقت لترتيب اللقاءين. استطعنا في المباراتين الوديتين أمام اليمن تقديم صورة فنية متطورة. الفوز في مباراة وخسارة مباراة أخرى لا يعني الشيء الكثير، لكن الشيء الأكثر أهمية هو تطور رتم الفريق بالمباراتين والحفاظ على التركيز.
 ما الذي تغير بين المباراة الأولى التي فزتم بها والمباراة الثانية التي خسرتم فيها أمام المنتخب اليمني؟
– عدم التوفيق في إنهاء الهجمات.
 هل ترى أن المواجهة مع اليمن كانت تجربة مفيدة؟
– مفيدة جداً، فالمنتخب اليمني من المنتخبات التي تتميز بالمهارة الفردية والتمركز الدفاعي الجيد والتحولات السريعة، لذا كان اختباراً لفريقي أمام منتخب من غرب آسيا يلعب بأسلوب مختلف عن منتخبات شرق القارة، خصوصاً أننا لعبنا أمام كمبوديا وميانمار أربع مباريات لذلك كنا بحاجة لتجربة مدرسة مختلفة.
 هل هناك لاعبون من المنتخب اليمني لفتوا انتباهك خلال المباراتين؟
– نعم، عبدالواسع المطري والحارس المميز محمد أمان وعلي ناصر وأسامة عنبر.
 كيف تقيم مستوى منتخب اليمن؟
– مستوى جيد جداً، خاصة أن المنتخب اليمني لم يلعب مباريات منذ حزيران/ يونيو، قد يكون تأثر بغياب بعض اللاعبين المحترفين، وأيضاً هناك أزمة نفسية كبيرة يعاني منها الفريق سببها الإعلام والجمهور، وهي أزمة الفوز الأول بكأس الخليج، وهذا يوضح ما تطرقت له سابقاً. بالنسبة لي لو كنت مدرباً لمنتخب اليمن فما يهمني هو التأهل لكأس آسيا 2027، حتى ولو خسرت كل مباريات كأس الخليج، لأنها بطولة ودية هدفها إعداد المنتخبات للتصفيات الآسيوية.
 من وجهة نظرك ماذا ينقص منتخب اليمن لينافس منتخبات المنطقة والقارة؟
– الاستقرار الفني والهدوء حول الفريق. أنا متابع للكرة اليمنية منذ سنوات طويلة، وأبسط مثال بعد تأهل منتخب الشباب للنهائيات قرأت عدة مرات في صفحات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن إقالة أو استقالة محمد البعداني، ورغم كل ذلك المدرب مستمر. أنا ما أحرص عليه هو أن يفهم اللاعب جيدا أنه يمثل الوطن والمواطن البسيط الذي لا يجد قوت يومه، لذا عليه أن يقاتل من أجله حتى آخر نفس بالملعب.
 هل ترى المنتخب اليمني قادراً على تحقيق أول فوز له في تاريخ بطولات الخليج في المشاركة القادمة في الكويت؟
– ممكن تحقيق الفوز الأول؛ لكن الأكثر أهمية هو التأهل لنهائيات كأس آسيا 2027.
 ما المطلوب ليعود الأزرق الكويتي مرعباً كما كان؟
– توقف الصراع الرياضي الذي قتل طموح الرياضيين وحول الأزرق إلى منتخب فاقد للهوية الفنية والروح القتالية.
 من ترشح للمنافسة على لقب خليجي 26 بالكويت؟
– أرشح الإمارات، السعودية، والعراق. وأرى أن اللقب لن يخرج عن هذه المنتخبات الثلاثة.
 ما طموحك الشخصي كمدرب؟ وما الذي تأمل تحقيقه مع فريقك الحالي؟
– التأهل إلى بطولة قارية، خاصة أن الخطوة القادمة التي أرغب بها بعد منتخب سريلانكا هي التوجه إلى المنتخبات الأفريقية.
 نترك لك مساحة حرة، ماذا تريد أن تقول فيها؟
– في بناء المنتخبات أهم عامل للنجاح هو الصبر.
 في الختام ماذا تقول لجماهير اليمن؟
– شكراً جزيلاً على كلمات الدعم والثناء وكل التوفيق للمنتخب اليمني في العرس الخليجي، والشكر موصول إلى صحيفة “لا” على هذه الاستضافة وكان لي الشرف بذلك.