أخبار أوروبية

من رحم المعاناة ولد المنغولي زولتسيتسيج نجم فنون القتال

المنغولي فنّان الضربة القاضية سيلتقي في عرض ONE Fight Night 11 مع الروسي إليا فريمانوف في نزال بقواعد الفنون القتالية المختلطة عن فئة وزن الريشة.

بينما يستعد اللاعب البالغ من العمر 26 عاما لاختبار جديد في بيت فنون القتال سنلقي الضوء على قصة المنغولي الملهمة.

طفولة مأساوية

ولد شينيشاجتجا في زونخارا، منغوليا في الرابع من أيولول/ سبتمبر عام 1996. وعندما كان عمره عامين فقط، توفي والداه في حادث سيارة. 

بحكم صغره سنه في تلك الفترة لا يحتفظ شينيشاجتجا بذكريات كثيرة عن والديه وقال: “لا أتذكر الكثير عنهما، لأنني كنت مجرد طفل صغير في ذلك الوقت. لكنني سمعت أن والدي كان من أوائل مدربي التايكوندو في زونخارا”. “لقد ربتني جدتي بنفسها منذ ذلك الحين”.

لم تكن الحياة مع جدته سهلة إذ كانت الأعمال المنزلية التي تتطلب جهدا بدنيا مثل جلب المياه من نهر قريب وتقطيع الحطب تقع على عاتق شينيشاجتجا الصغير.

رغم صعوبة تلك المهام، إلا أنها أسهمت في نمو الفتى المنغولي عقليا وجسديا. وصرح: “يتحدث الناس عن قوّة قبضتي وقوة اللكم. أعتقد أن الأمر له علاقة بالطريقة التي قضيت بها طفولتي، العمل البدني. ساعدني على أن أصبح فردا قويا بدنيا وعقليا”.

الوقوف في وجه المتنمرين

خلال فترة مراهقته، انتقل للعيش مع عمه في أحد أقسى أحياء أولان باتور. هناك تعرض للمضايقات من المتنمرين لكنه رفض الاستسلام وواجههم في معارك الشوارع.

وكشف: “لا أستطيع التحمل عندما يتنمر علي شخص ما أو يتنمر على الضعفاء. هذه هي الأسباب الرئيسية التي جعلتني أخوض الكثير من معارك الشوارع عندما كنت مراهقا”.

وأضاف: “بعد بضع معارك، علمت أنني أفضل في القتال من معظم الأطفال، مما عزز ثقتي. لكن المتنمرين لم يتركونني في حال سبيلي”.

خوفا من أن تؤدي هذه المشاكل المستمرة إلى دخول إبن أخيه في طريق خطير، أخذ العم شينيشاجتجا إلى صالة الملاكمة عندما كان عمره 15 عاما. وهناك نهل المراهق من فنون القتال.

ويقول: “لقد اكتسبت المهارات القتالية بدافع الحماية والاعتناء بالنفس خاصة عندما تكبر يتيما في حي قاس”.

برع الفتى المنغولي في ملاكمة الهواة تحت وصاية المدرب المحنك توربات دامدين، ثم قادته مهاراته للمنتخب الوطني للناشئين وبعد فترة نجح في حصد ميدالية أولمبية لبلاده.

رغم أنه كان ملاكما جيدا، إلا شينيشاجتجا كان يميل لفنون القتال المختلطة باعتبارها رياضة أكثر شمولية على حد تعبيره: “سعيت لأن أكون مقاتلا محترفا في فنون القتال المختلطة، لكن في ذلك الوقت كان الأمر صعبا في منغوليا”.

الموهبة الفائقة قادته لبطولة “ون”

انضم المنغولي إلى الدوري التطويري لبطولة “ون” بعد أن أثر بموهبته الواسعة إعجاب الرئيس التنفيذي لسلسلةONE Warrior  ريتش فرانكلين.

في تموز/يوليو عام 2018، ظهر شينيشاجتجا لأول مرّة بنجاح عندما أطاح بأكوري روندا بلكمة واحدة في 58 ثانية.

على الرغم من سقوطه أمام مارك فيرتكس أبيلاردو عبر ايقاف الطبيب، عاد المنغولي بقوّة في عام 2019 حيث حقّق أربع انتصارات متتالية على حساب كل من علي معتمد وتشان سامارت وهيون جين لي وما جيا وان.

يقول: “لم أشك أبدا في قدراتي من قبل، لكن هذه الرحلة ساعدتني في الوصول إلى مستوى جديد تماما من الثقة”. “القتال على المسرح العالمي، كان حلمي وكان وعدا قطعته على نفسي. إنه تجربة غيرت حياتي بالتأكيد”.

في العاصمة التايلاندية، سيبدأ المنغولي فصلا جديدا في مسيرته بفنون القتال المختلطة عندما يواجه النجم الروسي الصاعد إليا فريمانوف الذي يطمح لمواصلة عروضه الجيدة بعد انتصاره بالضربة القاضية على مارتن نغوين العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى