كيف ساهم دعم الأهل في وصول اللاعب اليمني أسامة المروعي إلى العالمية؟
رحلة المروعي، البالغ من العمر 31 عاماً، إلى قمة الفنون القتالية لم تأتِ صدفةً، بل هي نتيجة لسنوات من العمل المنضبط وإيجاد التوازن المطلوب بين الدراسة والتدريب.
قبل قرابة العشرين سنة، لحق النجم اليمني بخطى شقيقه المهنّد بالتدرّب في السعودية، حيث نشأ في عائلة من أربع أولاد. خلال العقدين الأخيرين، يُرجع المروعي الفضل لوالديه اللذين ساهما في تعليمه الانضباط منذ سنواته المدرسية، إذ قدم لهما كل الدعم لممارسة الفنون القتالية ولكن على شرط ألا تتعارض مع دراسته.
ويقول المروعي، متذكراً: ” “لطالما لم تتعارض الفنون القتالية مع دراستي، كان أهلي داعمين. كانوا يدعمونني كثيراً ولم يكُن لديم أي مشكلة بأن أمارس الفنون القتالية. والدي كان داعماً جداً لي. يراسلني دائماً عندما أفوز. والدتي توفيت في العام 2015. كان مريضة بسرطان البنكرياس وتوفيت، ولكنها كانت تدعمني أيضاً”.
ويعتبر المروعي أنّ رغبته في التدريب مع ضرورة الحفاظ على علاماته الجيدة في المدرسة أكسبته القدرة على تنظيم الوقت وإدارة الأولويات والانضباط، وهي مهارات استخدمها في طريقه إلى النجاح.
ويقول المروعي: “كنت جيّد جداً في المدرسة. كان والداي صارمين جداً بما يتعلق بالدراسة. كانا يريدان مني أن أحقق علامات جيدة جداً طوال الوقت. كنت أدخل في عراك هنا أو هناك، ولكنني لم أقع في مشاكل كبيرة. كنت طالباً ممتازاً. كنت جيّد جداً في المدرسة”.
ويضيف: “أعتقد أنّ هذا ساعدني كثيراً بما يخصّ الانضباط في الجيو جيتسو لأنني كنت منضبطاً جداً في المدرسة. والعكس صحيح، الجيو جيتسو ساعدني كثيراً في المدرسة والحصول على شهادة في الهندسة لأنني كنت أحاول أن أنتهي من واجباتي المدرسية كي أتمكّن من التدرّب. في عطلة نهاية الأسبوع، كنت أدرس وأحاول أن أنتهي من فروضي المدرسية لكي أتمكّن من التدرّب خلال الأسبوع”.
في العامين الأخيرين، شهدت مسيرة المروعي الاحترافية صعوداً صاروخياً. الشاب، الذي أخذه حبه للمنافسة إلى المشاركة مبكراً في بطولات السعودية والإمارات والفلبين وسويسرا، فاز ببطولة العالم للاتحاد الدولي في الجوجيتسو عن فئتي الحزام البني والحزام الذهبي على التوالي، وقد منحه المدرب البرازيلي أندريه غالفاو الحزام الأسود في بداية 2022.
بعد أن أصبح أول عربي يفوز ببطولة العالم في الجوجيتسو عن فئة الحزام الأسود، يدخل الشاب اليمني اختباره الأصعب في 6 أيار/مايو عندما يواجه موسوميشي على الأراضي الأميركية.
ويأمل المروعي أن يستخدم المهارات الذي اكتسبها في العقدين الأخيرين، ومنها الانضباط الذي تعلمه على يدي والديه في الصغر لإيجاد الثغرات المناسبة والاستفادة منها، لعله ينتزع بطولة العالم في مصارعة الإخضاع من النجم الأميركي غير المهزوم في بطولة “ون”.
في حال انتصر المروعي على موسوميشي أم لا، فهو يفتخر بأنه يمثل العرب ومنطقة الشرق الأوسط في أول عرض تقيمه “ون” في الولايات المتحدة، وهو يستند مجدداً إلى دعم العائلة التي لطالما وثقت بقدراته.
ويقول المروعي: “والدي فخور جداً بي اليوم. يراسلني بشكل دائم. هو متحمّس جداً لنزالي القادم”.