إدغار تاباريس… من مراهق تعرّض للتنمر والمرض إلى أفضل مقاتل في المكسيك
على طول الطريق، مرّ إدغار بمحطات صعبة في حياته عانى فيها من تهكّم واعتداءات الأقارب ومن مرض عضال كاد أن يعصف بأحلامه. لكن بعد معاناة طويلة، وجد المكسيكي الطريقة للتغلب على أصعب الشدائد والمصاعب.
قبل مواجهته الضخمة على اللقب العالمي في المواي تاي لوزن الذبابة، مع أحد أكثر المهاجمين رعباً في العالم، النجم التايلاندي رودتانغ جيتموانيون، سيحتاج إدغار إلى استحضار كل لحظات الصمود والتحدي واستجماع قواه البدنية والنفسية.
تنمّر المقرّبين أكثر قساوة من الغرباء
أكد تاباريس البالغ من العمر 28 عاما، تعرّضه للتنمّر في طفولته من قبل المقرّبين منه. واعترف بما يلي: “نعم، لقد تعرضت للتنمّر ولكن ليس في المدرسة بل من قبل أبناء عمومتي وعائلتي وبعض الأصدقاء”.
كان لتلك التصرفات العدوانية من بعض المحيطين به تأثيرات سيّئة على نفسية إدغار الذي وجد في الايمان بالله وسيلة مثلى للتغلب على ذلك الألم ومسامحة أولئك الذين تنمروا عليه.
قال المكسيكي: “لقد تضررت بشدّة من ذلك خاصة أن والدي لم يفعلا أي شيء تجاه تنمر الأقارب، ربما لأنهما لم يرغبا في مشاكل مع عماتي وأعمامي. تلك التصرفات ظلت محفورة في قلبي لفترة، لكنني الآن يمكنني معانقة أبناء عمومتي، وأصدقائي الذين تنمروا علي”.
صنع من الضعّف قوّة
كان تعرّض تاباريس لحالات التنمّر في طفولته حافزا أساسياً جعله يقبل على ممارسة فنون الدفاع عن النفس. بدأ بتعلّم التايكواندو قبل الانتقال إلى الملاكمة والمواي تاي، ليكتسب خبرات قتالية جيدة منحته التوازن وثقة عالية بالنفس.
لخّص إدغار تلك الثقة بالنفس في بعض الكلمات: “يمكنك لكمي. يمكنك ضربي. يمكنك أن تؤذيني، لكن لا يمكنك إيقافي. لا يمكنك إيقافي لأن لدي أحلاماً، ولدي أشياء أفعلها، ولدي أهداف. وهذا شيء يحفزني”.
نظراً لخبرته المبكّرة في فنون القتال، انضم تاباريس لمنافسات الهواة. ولكن في أوّل قتال له في الكسك بوكسينغ، دخل في حرب مع خصم غير متوقعة: إنه شقيقه الأصغر.
في معرض حديثه عن تلك الصدفة الغريبة قال: “كان الأمر غريباً جداً… عندما كنا نستعد أنا وأخي لخوض أوّل معركتين لكلينا في الكيك بوكسينغ، انسحب منافسينا، لذلك قرّرنا القتال ضدّ بعضنا البعض”.
أضاف النجم المكسيكي: “كانت هذه معركتي الأولى. لم تكن مثيرة لأنها كانت مع أخي. لكن الدخول إلى الحلبة وسماع الناس يصرخون، منحني الحماس للقتال”.
مرض خطير أحاله على التقاعد المؤقّت
في سن 17 عاماً، كان المكسيكي يشقّ طريقه بشكل تصاعدي في عالم المواي تاي لكنه أصيب بمرض التهاب الكبد الخطير الذي أجبره على ترك المنافسات لمدة عامين.
وعن تلك المحنة الصعبة يقول إدغار: “تدربت وقاتلت لفترة طويلة دون أن أعرف أنني مُصاب بالتهاب الكبد. عندما اكتشفت أنني مريض، كان كبدي في حالة سيئة للغاية. اضطررت إلى إيقاف ممارسة الرياضة لمدة عامين”.
بعد التعافي، عاد تاباريس أقوى من السابق ليصبح أفضل رياضي في الملاكمة التايلاندية في المكسيك. في عام 2022، بات أّول مقاتل مكسيكي يفوز ببطولة المجلس العالمي للملاكمة (WBC) في المواي تاي عندما هزم الإيطالي كارميلو راغونا، ليفوز ببطولة المواي تاي.
هذا الإنجاز عزز مكانة تاباريس على صعيد العالم، وجذب اهتمام إدارة بطولة “ون”، التي منحته فرصة للمنافسة على بطولة عالمية أمام نجم عالمي في أول ظهور له في بطولة “ون”.
تاباريس: “أريد أن أسيطر على هذا الوحش”
سيخوض النجم المكسيكي أصعب امتحان في حياته المهنية عندما سيسجّل ظهوره الأول في بطولة “ون” خلال عرضها الأول الذي يُقام على الأراضي الأميركية.
المقاتل المكسكي المتميّز، سيتنافس مع رودتانغ في عرض ONE Fight Night 10، الذي سيُقام في السادس من أيار/مايو، في برومفيلد بكولورادو.
وحول مواجهة ملك الملاكمة التايلاندية في وزن الذبابة منذ فترة طويلة، قال إدغار بلهجة مكسيكية فيها الكثير من التحدّي: “هنا في المكسيك نقول، “تومار إل تورو بور لوس كورنوس”. أي بمعنى إمسك الثور من قرنيه”. أعلم أن رودتانغ وحش، لكنني أريد السيطرة على هذا الوحش”.
مثلما تغلّب على التنمّر وقهر المرض في الماضي، ربما يجد المكسيكي الطريقة المثلى للتغلب على “الرجل الحديدي” وفتح صفحة جديدة في مسيرته المهنية.